الإقليم الوظيفي الزراعي المماس لمدينة الرمادي ( دراسة تحليلية في جغرافيا المدن)

الملخص

   يهدف البحث إلى دراسة وتحديد الأقاليم الوظيفية في مدينة الرمادي متخذين من الإقليم الزراعي هدفا للبحث  ومدى مساهمتها في تقديم الخدمات للمواطنين الساكنين في المدينة وإقليمها الوظيفي في محاولة لوضع صورة مبسطة حول الواقع الوظيفي في مدينة الرمادي . ارتبطت مدينة الرمادي منذ قيامها وعبر مراحل تطورها بإقليمها المجاور والبعيد ، عندما كانت تمثل محطة برية ونهرية على طريق الفرات القديم ، وكان لابد لهذه المحطة من محيط يأتيها بالغذاء ، لكي تقدمه لسكانها وقوافل المسافرين ، ولقد اعتمدت المدينة في بداية الأمر على محيطها القريب في سد احتياجاتها الغذائية والتموينية ، عندما كانت حاجات الإنسان الذي يسكنها متواضعة تتناسب مع الحالة الحضارية والتقنية التي يعيشها . لكن الحال تغير مع ظهور السيارة والطرق المعبدة ، حيث امتد الإقليم الذي يمون المدينة بالغذاء إلى مسافة أبعد ، مثلما اتسعت مساحة المنطقة التي تخدمها هذه المدينة ، ذلك لأن مدينة الرمادي كأي مدينة أخرى لا يمكن إلا ان تعتمد على محيطها القريب أو البعيد فيما تحتاجه من غذاء ، عندما يتم تسويق منتجات الريف الزراعية والحيوانية إلى سوق المدينة ، ليؤدي إلى تركز الأنشطة الاقتصادية والمالية المرتبطة بهذه العملية وبغيرها ، فتقوم المدينة حينئذ بتبادل المنفعة مع إقليمها المحلي والواسع بما توفره له من سلع وخدمات هو بأمس الحاجة إليها.