القيم الجمالية في العمارة الإسلامية في العصر الوسيط
DOI:
https://doi.org/10.31185/bsj.Vol20.Iss30.1222الكلمات المفتاحية:
: القيم الجمالية، العمارة الإسلامية، جمالية العمارة الإسلامية، الفنون الإسلامية.الملخص
يُستخدم مصطلح الفنون الإسلامية في الدراسات الحديثة للإشارة إلى مجموعة من الممارسات والنتاجات الفنية التي نشأت وتطوّرت في بلدان العالم الإسلامي منذ ظهور الإسلام وحتى العصور الحديثة. ولا يقتصر هذا التعريف على الأعمال التي أُنتجت لخدمة المسلمين أو بأيديهم حصراً، بل يشمل كذلك الإبداعات التي نشأت في ظل البيئة الحضارية الإسلامية وتأثرت بمكوناتها الرمزية والروحية، مما يجعل هذه الفنون جزءا لا يتجزأ من الإرث الثقافي للحضارة الإسلامية.
تتسم العمارة الإسلامية بطابع جمالي يميل إلى الخيال والابتكار، وهو طابع تجلّى بوضوح عبر العصور المختلفة للحضارة الإسلامية. ففي المراحل الأولى لانتشار الإسلام، كانت المراكز الدينية الرئيسة، مثل مكة المكرمة والمدينة المنورة، مدنا محدودة التطور من الناحية المعمارية، سواء في الحقبة السابقة للإسلام أو في العقود الأولى لظهوره. ونتيجة لاتساع رقعة الفتوحات، ازداد الاهتمام بالمشروعات العمرانية الكبرى، ما أفضى إلى تشييد المساجد والجوامع والمدارس والقصور والجسور والخانات والأضرحة بأنماط معمارية متنوّعة، متأثرة بالطرز المعمارية السائدة في الأقاليم المفتوحة.
ومع التوسع الجغرافي للدولة الإسلامية وتأسيس مدن جديدة، اتجه المعماريون المسلمون إلى تشييد مساجد أصيلة التصميم، تستجيب للمتطلبات الشعائرية والوظائف المجتمعية ضمن إطار جمالي ومعماري متكامل. وقد تباينت أنماط عمارة المساجد تبعا لاختلاف الظروف المناخية والتقاليد الثقافية والعرقية في الأقاليم المختلفة، مما أفضى إلى نشوء مدارس معمارية متمايزة داخل الفضاء الحضاري الإسلامي. وفي هذا البحث، سيتم تناول الأنماط والطرز والفنون المعمارية الإسلامية المتعددة بالعرض والتحليل الموجز، مع إبراز السمات الجمالية والإنشائية التي ميّزتها عبر العصور.
